10 - 05 - 2025

عجاجيات| أتمناها قمة مصرية جزائرية

عجاجيات| أتمناها قمة مصرية جزائرية

لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا...واحمد الله أن اجداد اجدادى اختاروا مصر مستقرا ومقاما وقت أن كانت القبائل العربية تسير فى الأرض العربية بكل حرية دونما حاجة لحدود وجوازات سفر ونقاط تفتيش وهذا ما يفسر وجود عائلة عجاج التى أشرف بالإنتماء اليها فى كل أنحاء وطننا العربى من المحيط إلى الخليج....وتشرفت بالالتقاء بأبناء عمومتى فى السعودية وانا فى الشباب الأول وكم كانت سعادتى عندما استقبلت فى الجزائر العاصمة-عندما كنت أشغل منصب رئيس المكتب الإعلامى بالسفارة المصرية-وفدا من عائلة عجاج الجزائرية قدمت من ولاية عين الدفلى، وفى دولة الإمارات العربية المتحدة وانا أشغل نفس المنصب فى السفارة المصرية يابو ظبى فوجئت بأن شخصية البطل الأسطورى التى تقدم للأطفال الاماراتيين اسمها عجاج...ولاننى من أبناء ثورة 23 يوليو 1952 وزعيمها جمال عبدالناصر فقد تعلمت أن حبى للدول العربية من حبى لمصر...أحببت الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة الذى رأيته فى سيارة مكشوفة بجوار عبدالناصر فى ميدان عابدين واسعدنى حظى باستقباله على باب السفارة المصرية بالجزائر عندما جاء لتهنئة السفير الممتاز امين غنيم -رحمة الله عليهما-بالعيد الوطنى أو ذكرى ثورة 23 يوليو...وأحببت الزعيم الجزائري هوارى بومدين عندما تعرفت على أوجه الشبه بينه وبين عبدالناصر فى الكاريزما وحب الشعب الجارف والاهتمام بكرامة الإنسان...أحببت بومدين أكثر وأكثر عندما تعرفت على مواقفه العظيمة تجاه مصر بعد نكسة 1967 وخلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973،وازددت فخرا بمصريتى عندما علمت أن ميدان بورسعيد فى قلب الجزائر العاصمة سمى بهذا الاسم تقديرا لدعم مصر للثورة الجزائرية وادراكا لأن العدوان الثلاثى كان من أسبابه انتقام فرنسا من مساندة مصر لجبهة التحرير وللمجاهدين الجزائريين...ولكم شعرت بالفخر عندما سمعت الأخوة الجزائريين يتحدثون بمنتهى التقدير والاحترام عن إذاعة (صوت العرب) وازداد فخرى عندما علمت أن الاسم الكودي للسياسى والمجاهد الجزائري محمد صالح بوبنيدر رحمه الله هو صوت العرب...وكم كانت سعادتى عندما نظمت احتفالية عن الموسيقار محمد فوزي تحدث فيها الأمين بشيشى وزير الاتصال (الاعلام) الجزائرى الأسبق عن قصة تلحين محمد فوزي للنشيد الوطنى الجزائرى من كلمات شاعر الثورة مفدي زكريا.

افتخر اننى عشت فى الجزائر 4 سنوات من عام 1997 إلى عام 2001 لم أشعر خلالها بالغربة على الإطلاق...صادقت أدباء وشعراء وسياسيين ووزراء وإعلاميين وفنانين ورجال امن ودرك وطنى ومواطنين جزائريين عاديين من مختلف الفئات ولمست مدي تقدير الجميع وحبهم لمصر... أحببت الجزائر من كل قلبى وقلت وانا اغادرها قسما لن انساك ياجزائر...وكيف أنساها وهى وأهلها فى القلب والعقل...

لكل ما سبق سأسمح لنفسى وبكل أريحية أن أوجه للجماهير الجزائرية التى ستشرفنا بتشجيع منتخبها يوم الجمعة عندما يقابل منتخب السنغال فى نهائي كأس الأمم الأفريقية.. أقول لهم أهلا وسهلا بكم ما تخمموش انتم فى بلدكم وبين إخوانكم...شجعوا منتخبكم بكل حماس وبكل روح رياضية....ويكفيكم فخرا وشرفا أن منتخبكم وصل للنهائي باقتدار وبلعب رائع...احتفلوا بفريقكم اذا فاز بالكأس أو حتى إذ لم يحالفه الحظ...اضربوا المثل على تحضر الشخصية الجزائرية...إعلموا أن رجال الشرطة المصرية فى استاد القاهرة الدولى إخوانكم ويريدون الحفاظ على سلامتكم... 

وأقول لخبراء الفيس بوك الاستراتيجيين الفتنة نائمة ولعن الله من يوقظها ولا داعى للتقليب فى الدفاتر القديمة واجترار الذكريات التى تغذي وتحرض المتعصبين...وأقول لرجال الإعلام لا تتوقفوا كثيرا أمام صغائر الأمور فأنتم الاعلم بأن جماهير كرة القدم فى كل أنحاء العالم فيهم الطيب وفيهم الشرس وفيهم الملتزم وفيهم المنفلت والعبرة بالأغلبية التى تشجع بالحب والأصول...

أتمنى كمصري عربى فوز الجزائر بالكأس الأفريقية مع تقديرى الكامل لمنتخب السنغال ومدربه الوطنى...وأتمنى للجماهير الجزائرية أن تستمتع وتعود سالمة غانمة وهى تحمل اطيب المشاعر عن مصر.. وأتمنى السلامة لرجال الامن الذين سيسهرون على سلامة الجماهير الجزائرية والسنغالية والمصرية...أتمنى أن يتحول نهائي كأس الأمم الأفريقية إلى بداية جديدة شعارها الأخوة الصادقة بين الجماهير المصرية والجزائرية المحبة لكرة القدم...أتمناها قمة مصرية جزائرية تعكس عظمة العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
--------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو